أكد لـ"العربية.نت" وجود قضية مفتوحة حول إساءة أب معاملة ابنته
مدير الأكاديمية السعودية بفرجينيا ينفي اعتقاله لتجاهله "واقعة تحرش"
تظاهرة أمام الأكاديمية
المناهج الدينية ومطالبات التغيير
الدمام- إيمان القحطاني
نفى مدير عام الأكاديمية الإسلامية السعودية في ولاية فرجينيا الأمريكية عبد الله الشبنان ما نشرته وكالات أنباء عالمية أن السلطات هناك اعتقلته بتهمة إعاقة العدالة لعدم إبلاغه عن "واقعة تحرش".
وقال الشبنان في حديثه لـ"العربية.نت": "ها أنا في مكتبي ولم يتم اعتقالي" رغم عدم نفيه وجود قضية تحرش سارية، لكنه أكد أن القانون الأمريكي يمنعه من التحدث في تلك القضية احتراما لخصوصية الأسرة.
وكانت وكالات أنباء عالمية نشرت الثلاثاء 17-6-2008 أن تقريرا للشرطة أفاد أن مدير الأكاديمية عبد الله الشبنان لم يبلغ عن واقعة شكوى طفلة في الخامسة من إساءة والدها معاملتها.
ونوه الشبنان بالنظام القانوني الأمريكي مبينا انه نظام يستحق الاحترام "ليس لدي إشكالية، واثق بالنظام الأمريكي، ولم يتم إلقاء القبض علي، ولكن المخالفات تقع ونحن هنا نمثل المملكة، ونظرا لوجود حملات انتخابية قادمة متزامنة مع ارتفاع في أسعار البترول ما تسبب في إثارة بعض الأخبار الملفقة ضدنا".
وأكد أن الخبر مسيء للغاية إلا أن تلك الأخبار بحسب الشبنان تمنح القائمين على الأكاديمية الفرصة للرد على وسائل الإعلام.
وحول الحادثة التي بسببها وجهت أصابع الاتهام لـ الشبنان قال "إن السلطات الأمريكية لم تبت فيها لحد الآن، وانه مازال اتهاما للوالد وهو برئ حتى تتم إدانته".
واستطرد "لا استطيع الحديث أكثر من ذلك لأن القانون الأمريكي يمنعني من التكلم في القضية حتى تبيان الحقيقة".
تظاهرة أمام الأكاديمية
وقال الشبنان إن 7 متظاهرين قاموا بالتظاهر أمس أمام الأكاديمية بغرض الاعتراض على مناهج السعودية التي تدرس فيها، وأضاف ضاحكا "7 متظاهرين و13صحافيا أمريكيا لتغطية الحدث".
وأشار إلى أن العاملين في الأكاديمية قاموا بتقديم المياه الباردة للمتظاهرين، وقام جيران الأكاديمية بسؤالهم عن سبب تظاهرهم "وقالوا لهم إن الأكاديمية أرقى مدرسة في الولاية". مبينا أن ما دفع الجيران لذلك هو حسن التعامل معهم.
و أوضح الشبنان أن الذين يقومون بمهاجمة السعودية في الإعلام الأمريكي هما نوعان، احدهما يحمل أجندته الخاصة دون التحقق، والآخر شخص جاهل ينجرف وراء التحريض الذي ينشر في بعض وسائل الإعلام الأمريكية كـ"الواشنطن بوست" و"فوكس نيوز".
وأكد أن الأكاديمية قامت بدعوة منتقديها للتحاور معهم وفتح الأبواب أمامهم لتوضيح الحقائق،"نحن نتحاور مع من يجهلون الحقائق وقد قمنا بدعوة صحافيين وأعضاء من الكونجرس الأمريكي ونتبع سياسة الباب المفتوح حتى مع الجاهل الحاقد".
وتابع أن هناك "لوبي" يهاجم السعودية باستمرار إلا انه أفاد في توضيح الصورة الجيدة من خلال التحاور، "يغضبني أن يتعرض وطني للإساءة والهجوم المتكررين، ولكن يجب أن ننظر للجانب الايجابي والتعاطي معه بذكاء ودبلوماسية، فنحن نفهم القانون الأمريكي جيدا لذا أمكننا التعاطي مع تلك الإساءات".
المناهج الدينية ومطالبات التغيير
وحول مصادرة وزارة الخارجية الأمريكية الكتب العربية بالأكاديمية، ومطالبة لجنة فيدرالية للحقوق الدينية تابعة للكونجرس بوقف تدريس تلك الكتب ونقلها آيات من القرآن قالت إنها "تحض على العنف" وتدرس في كتب المدرسة. أكد الشبنان عدم صحة تلك الأخبار المتداولة.
وقال "إن خريجي ثانوية الأكاديمية قبلوا في اعرق الجامعات الأمريكية، ومن بينها جامعة ديوك للطب. كما تم تقديم منح جامعية أمريكية بقيمة تتجاوز المليون دولار لبعض الطلاب لتميزهم الأكاديمي.
وتساءل كيف يتم قبولهم وإعطائهم المنح في جامعات كـ "ييال وهارفارد" ويتم اتهام المناهج بالتطرف.
وأكد الشبنان عدم حدوث أي مصادرة للكتب، وان لا علاقة لوزارة الخارجية الأمريكية بالتعليم، إلا أنه أشار إلى ملاحظات اللجنة الدينية وانتقادها مناهج الأكاديمية في أكتوبر المنصرم، مبينا أن الأكاديمية قامت بمراسلتهم ودعوتهم للاطلاع على المناهج.
وأشار إلى أن البعض لديه أجندة خاصة للإساءة للسعودية، موضحا أن التعديلات التي طالت المناهج ليست نتاج ضغوط أمريكية إنما تجاوبا مع معطيات العصر، وان التغيير طال مناهج اللغة العربية والدينية والاجتماعية على حد سواء، "الطلاب أيضا يتلقون التعليم الأمريكي من رياضيات وعلوم مختلفة باللغة الانجليزية".
وقال الشبنان، "لم نخضع لأحد ولم نغير المناهج إرضاء لأحد إنما بناء على ما نراه مناسبا".
وكانت لجنة الحرية الدينية، وهى مجموعة من الخبراء مشكلة من قبل الكونجرس لمراقبة الحريات الدينية في العالم، قد اتهمت الأكاديمية الإسلامية السعودية في فيرجينيا بتدريس ما يفيد أن "اليهود تآمروا على المسلمين والإسلام".
وبحسب النظام الأمريكي لا يوجد سلطة مركزية على شؤون التعليم إنما مجالس تعليمية خاصة بكل ولاية والتي بدورها تتيح الفرصة للمدارس اختيار ما تشاء من مناهج، كما تعد الأكاديمية الواقعة بولاية فيرجينيا مدرسة خاصة غير ربحية.