بسم الله الر حمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
4- المقتصد
إذا نظرنا إلى الحقوق نجد :يبر والديه ويحظى برضاهما ويصل أرحامه ولكن في فترات متقطعة وربما كانت طويلة . وأما تعامله مع جيرانه فإنه إنسان بحاله لا يضر أحداً ولا ينتفع منه أحد وربما لا يعرف أسماء جيرانه ومن باب أولى لا يتدخل لمساعدتهم في مشاكلهم . أما تعامله مع زوجه وأولاده فإنه يأمرهم بأركان الإسلام وينهاهم عن المحرمات ويعظهم بين وقت وآخر وينصحهم ولا يرضى السفور والتبرج ولكنه لا يشدد عليهم بوعظه ولا يعاقب على تقصيرهم في دينهم . أما كسبه فإنه يتحرى الحلال مبتعداً عن الكسب الحرام فلا يغش ويرابي ولا يرشي ... وإذا تخاصم يرضى بالقرآن والسنة حكماً دون القوانين الوضعية . وإذا نظرنا إلى أعماله نجد :يحرص على حفظ لسانه من السقطات من سب وشتم وكفر ... وإذا عمل عملاً يراعي فيه وجه الله ومن ثم ليحظى بمحبة الناس .قالوا :يا رسول الله الرجل يعمل العمل لنفسه يحبه الناس على ذلك ؟فقال :تلك عاجل بشرى المؤمن . سنن أبي داود . وإذا نظرت إلى نفعه لإخوانه فتجده مقلاً فتراه يكف شره عن الناس ولا يصلهم خيره . وإذا نظرنا إلى تعامله مع المحرمات نجد :المقتصد يبتعد عن المعاصي خاصة الكبائر وإذا ما وقع في ذنب أسرع تائباً لله عز وجل . فتراه لا يشرب الخمر ولا يجالس شاربها ،ولا يتعامل بالربا لحرمته وضرره ويحرص على التجارة بالحلال،ولا يقرب الفواحش والزنى ويعف نفسه بالزواج ،ولا يقرب الميسر ولا اليانصيب ويحرص على العمل النافع وإن قل دخله . فالمقتصد إن التزم هذا المنهج نجا برحمة الله وفضله ،وإن توانى وقصَّر ظلم نفسه وندم على ما كان .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين